سُبحانَ جَبّارِ السَماءِ
إِنَّ المُحِبَّ لَفي عَناءِ
مَن لَم يَذُق حُرَقَ الهَوى
لَم يَدرِ ما جَهدُ البَلاءِ
لَو كُنتُ أَحسُبُ عَبرَتي
لَوَجَدتُها أَنهارَ ماءِ
كَم مِن صَديقٍ لي أُسا
رِقُهُ البُكاءَ مِنَ الحَياءِ
فَإِذا تَفَطَّنَ لامَني
فَأَقولُ ما بي مِن بُكاءِ
لَكِن ذَهَبتُ لِأَرتَدي
فَأَصَبتُ عَيني بِالرِداءِ
حَتّى أُشَكِّكَهُ فَيَس
كُتَ عَن مَلامي وَالمِراءِ
يا عُتبَ مَن لَم يَبكِ لي
مِمّا لَقيتُ مِنَ الشَقاءِ
بَكَتِ الوُحوشُ لِرَحمَتي
وَالطَيرُ في جَوِّ السَماءِ
وَالجِنُّ عُمّارُ البُيو
تِ بَكَوا وَسُكانُ الفَضاءِ
وَالناسُ فَضلاً عَنهُمُ
لَم تَبكِ إِلّا بِالدِماءِ
يا عُتبُ إِنَّكِ لَو شَهِد
تِ عَلَيَّ وَلوَلَةَ النِساءِ
وَمُوَجَّهاً مُستَرسِلاً
بَينَ الأَحِبَّةِ لِلقَضاءِ
لَجَزَيتَني غَيرَ الَّذي
قَد كانَ مِنكِ مِنَ الجَزاءِ
أَفَما شَبِعتِ وَلا رَوَي
تِ مِنَ القَطيعَةِ وَالجَفاءِ
لِم تَبخَلينَ عَلى فَتاً
مَحضَ المَوَدَّةِ وَالصَفاءِ
يا عُتبُ سَيِّدَتي أَعي
ني حُسنَ وَجهَكِ بِالسَخاءِ
مَهلاً عَلَيكِ وَإِن بَخِل
تِ عَلَيَّ بِالحَسَنِ العَزاءِ
واكُثرَ أَكثَرِ مَن تَرى
وَأَقَلُهُم أَهلُ الوَفاءِ
وَاليَأسُ مَقطَعَةُ المُنى
وَالصَبرُ مِفتاحُ الرَجاءِ